gym-muscles
اللياقة البدنية

عضلاتك لديها ذاكرة .. آخر اكتشافات العلم في مجال اللياقة البدنية

” استخدمه الآن أو ستفقده للأبد”

اللياقة البدنية


إنها مقولة شائعة يتم طرحها في أروقة مجال اللياقة البدنية مؤخراً مفادها
أنه إذا لم تقم بإثراء وتمرين عضلاتك باستمرار فإنها سوف تتقلص وتفقدها إلى الأبد.
ولكن تشير النتائج العلمية الجديدة
إلى أن هذا الأمر يجانبه الصواب من الناحية العلمية وقد تكون المقولة المتطابقة مع العلم هي:

في حين أن معظم علماء النفس يوافقون على أن الذاكرة العضلية حقيقية،
فإن دراسة كيفية تخزين هذه “الذكريات” في الجسم هو ما قاد العلماء إلى التوصل
إلى أحدث عجائب اللياقة البدنية والتي من شأنها جدياً تأخير شيخوخة العضلات وتقليل آثار التقدم في العمر.

سوف نسرد حقائق علمية لا تبدو شيقة كثيراً بما تحويه من معلومات ومادة علمية .. ولكن لفائدتك ، تحمل معنا ..

اعتقد العلماء فيما مضى أن مفهوم ” استخدمه الآن أو ستفقده”
يعني أن النواة وهي مركز التحكم في الخلايا التي تقوم ببناء الألياف العضلية وتحافظ عليها ستُفقَد بسبب خمولها.
 ولكن تشير آخر النتائج التي توصلت إليها مؤسسة فرونتيرز  الطبية في علم وظائف الأعضاء إلى أن الأمر ليس كذلك!

وكشف الأبحاث عن أن النواة قد تكتسب مادة تسمي ميونوسيلي أثناء التدريبات البدنية،
وحينما تتناقص كتلة خلايا العضلات في الجسم بسبب التوقف عن التمرينات أو التقدم في العمر،
فإن هذه النواة المتبقية تقوم بتحفيز العضلات على زيادة النمو بمعدلات أسرع بمجرد إعادة تدريب العضلات.

و يشير هذا الاكتشاف العلمي بشكل أساسي
إلى أن البشر يستطيعون “تنمية” إمكانات نمو العضلات خلال سنوات المراهقة من أجل منع الشيخوخة في سن أكبر.
كما إنها نتيجة تشير أيضًا إلى أن الرياضيين الذين قاموا بتعاطي مادة الستيرويدات لتسريع نمو عضلاتهم
قد لا يتم اكتشافهم في المستقبل حتى بعد توقفهم
وذلك لأن العضلات قد “تم إخضاعها” بالفعل للنمو المتسارع ويمكن أن يتم إعادتها في وقت لاحق.

تقوم مادة الستيرويدات الابتنائية بعمل زيادة دائمة في قدرة المستخدمين على إنما عضلاتهم،
ووفقًا للدراسة فأن الفئران التي أعطيت التستوستيرون اكتسبت إفرازا لمادة ميونوسيلي استمر لفترة طويلة بعد انتهاء استخدام الستيرويد.

على هذا النحو ..
أوصت الدراسة بأنه يجب أن يتم إجراء فحوصات مستمرة للكشف عن الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات
والإبعاد الدائم في حال إثبات تعاطى هذه المواد
حيث أن استخدام مادة الستيرويدات يمكن أن يفيد الرياضي بعد فترة طويلة من توقفه عن استخدامها.

لاتزال مهتماً بمعرفة تطبيقات هذه الأبحاث على حياتك؟
تابع القراءة

يمكن العثور على أكبر الخلايا في جسم الإنسان في العضلات التي يتم دمجها بشكل وثيق معًا.
هذا النوع الخاص من الأنسجة والذي يتكون من خلايا منصهرة بشكل دقيق والتي تعمل كخلية واحدة تسمى سينستيوم

يقول الكاتب لورانس شوارتز- وهو أستاذ علم الأحياء في جامعة ماساشوستس
إن “نمو العضلات يرافقه إضافة أكثر من نواة جديدة من الخلايا الجذعية
للمساعدة في تلبية المتطلبات الاصطناعية المحسنة للخلايا العضلات الأكبر حجماً
مما يؤدي إلى صحة فرضية
أن نواة معينة تتحكم في حجم محدد من السيتوبلازم
حيث عندما تتقلص أو تضمر بسبب الإهمال أو المرض يتناقص عدد النويات العضلية بداخلها”

و تشير آخر النتائج إلى أن الخلايا العضلية سينستيوم يمكن أن تكتسب نواة جديدة لكنها لا تفقدها أبداً.

وتشير ايضا دراستان مستقلتان
واحدة أجريت على القوارض والأخرى تم إجراؤها على الحشرات
إلى أن النواة لا يتم فقدها عقب ضمور ألياف العضلات، ولكنها تبقي حتى بعد موت العضلات

وإجمالاً فإن الدراسة تشير إلى أنه بمجرد اكتساب النواة بواسطة الألياف العضلية، فإن سينستيوم ستزود العضلة بالاحتياجات اللازمة للحياة.

ويؤمن شوارتز أن لديه إجابة منطقية لهذا حيث يقول:

” تتعرض العضلات للتلف أثناء ممارسة التمارين الشاقة،
وغالباً ما يكون عليها أن تتأثر بتغيرات في كميات الغذاء والعوامل البيئية الأخرى التي تؤدي إلى ضمور (تنكس الخلايا).
لن يستمروا طويلاً في التخلي عن نواتهم استجابة لكل واحد من هذه التغيرات”

ويتابع قائلاً:

” من الممكن أن يكون لحجم العضلات وقوتها دور كبير في سرعة التعافي،
ولذلك فإن الاستنتاج القائل بأن الاحتفاظ بمادة ميونوسيلي حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تمرين العضلات
هو ما يفسر ظاهرة وجود ذاكرة لدى العضلات”

من المعروف جيداً في مجال علم وظائف الأعضاء
أنه من السهل استعادة مستوى معين من اللياقة العضلية من خلال العودة إلى المواظبة على التمارين
حتى بعد فترات التوقف الطويلة،
وبصورة أخرى قد تتجلى هنا مقولة:

” استخدمه أو افقده، يمكنك استخدامه لاحقاً”

ولإيجاز ما سبق في صورة بسيطة،
نستطيع القول بأن شوارتز يخلص إلى أن التمرينات الرياضية خلال فترة المراهقة هي الكنز الذي لا ينضب،
فإن ما تزرعه في ذلك الوقت من تحسين نمو العضلات عن طريق حسن استغلال الهرمونات والتغذية
مما يفرز كميات صحية من الخلايا الجذعية
وهو ما تحصده لاحقاً حتى وإن توقفت فترة ما عن مزاولة التمرينات الرياضية الشاقة!

لمتابعة المزيد من المقالات اضغط هنا